كيف اصبحت غبياً - مارتن باج






كلمة #الذكاء هي التي تعبر عن حماقات أحسن بناؤها و رُين لفظها و أنها كلمة مؤذية جداً بحيث من الافضل للمرء أن يكون أحمقاً من أن يكون مثقفاً محلفاً.


أنا اعيش في عالم دنيء، و لكني حي و لا اخاف. 🤡 مثل ما قال الجوكر في فيلم Full Metal Jacket 


أمر المقولات سهلٌ للغاية لأنه هناك الكثير من الكُتّاب العظام الذين قالوا الكثير من الاشياء التي لم نعد بحاجة إلى ابداء الرأي شخصي فيها

 

هذا ما أريده! لم أعد أقوى على أن اكون انا، لم تعد لدي الشجاعة و لا الرغبة في امتلاك شخصية. الشخصية بذخٌ يكلفني غالياً جداً. أريد أن أكون شبحاً تافهاً. سئمت حريتي في التفكير و معارفي و وعيي الشيطاني!


ان موهبتي في العيش اقل مما قد احققه في الموت. لا شك انني سأكون أكثر قدرة و أنا ميت منه و أنا حي 


نظريتي هي أنه من الافضل لنا ان نموت طالما لم تأخذ الحياة منا كل شيء


هناك رقابة على الانتحار .. رقابة سياسية و دينية و اجتماعية و حتى طبيعية، لأن السيدة طبيعية لا تريد أن نتحرر منها، إنها تريد فرض إرادتها علينا حتى النهاية، إنها تريد أن تفرر نيابةً عنا. من يقرر موت البشر؟ لقد أحَلْنا هذه الحرية السامية إلى المرض و الحوادث و الجريمة. ونسمي هذا الأمر الصدفة. و لكن هذا خطأ. هذه الصدفة، هي الارادة البارعة للمجتمع الذي يسممنا تدريجياً بالتلوث و يبيدنا بالحروب و الحوادث ... وهكذا يقرر المجتمع تاريخ موتنا بنوعية غذائنا و خطورة بيئتنا اليومية و ظروف عملنا و حياتنا. نحن لا نختار طريقة عيشنا و لا نختار لغتنا و بلدنا و عصرنا و أذواقنا، نحن لا نختار حياتنا. الحرية الوحيدة هي الموت؛ أن تكون حراً هو أن تموت.


هذه حرية تافهة، حرية بائسة. إذا كنتم هنا. فهذا لأنكم أيضاً تعانون بلا شك من سرطانات في أعضاء جسمكم أو في روحكم، من أورام شعورية، من حالات لوكيميا عشقية ومن أمراض اجتماعية متنقلة تنخر فيكم. وهذا ما يملي علينا خيارنا، قبل أي فكرة عظيمة من حريتنا. لنكن صريحين: لو كنا في صحة جيدة، لو كنا محبوبين كما نستحق ونحظى بالتقدير وفي مكان مشمس جميل وسط المجتمع، لكانت هذه القاعة خالية.


و هكذا تولد #الحضارة : لأن أولاداً عاجزين ليس لديهم ما يفعلونه غير ذلك. لو لم تشوه الطبيعة أحداً و لو خلا القالب في كل مرة من العيوب، لظلت الانسانية نوعاً من البشر البدائيين، السعداء، من دون أي تفكير بالتطور.



في الطبيعة، الوعي هو الاستثناء، بل يمكننا اعتباره عرضاً لأنه لا يضمن أي تفوّق، و لا أي امتداد خاصٍّ في الزمن. والوعي، في اطار تطور الأنواع، ليس علامة على تكيف أمثل.


في الجدل، تقدم العموميات ميزة بساطة و سلاسة البراهين، ميزة فهمها السهل وبالتالي ميزة تأثيرٍ أكبر على المستمعين. بلغة رياضية، النقاشات المرتكزة على العموميات هي اضافات، عمليات حسابية بسيطة، تقنع الناس، بفضل وضوحها، بفضل ملاءمتها. في حين أن نقاشاً جدياً سيعطي فكرة منظومة من المتباينات الجبرية ذات مجاهيل عديدة، منظومة من التكاملات و الشعوذات المصحوبة بالعديد من التعقيدات.


يبسط البشر العالم باللغة و الفكر، و بذلك تكون لديهم يقينيات؛ وامتلاك اليقينيات هو الشهوة الأقوى في هذا العالم، إنها أقوى بكثيرٍ من المال و من الجنس ومن السلطة معاً. إن التخلي عن ذكا حقيقي هو الثمن الذي ينبغي دفعه لامتلاك اليقينيات.


من فرط ما عاشرت أدمغة بناءة و مفكرين وأساتذة ومثقفين حمقى، وفي الوقت ذاته، أناس عاديين، أذكياء من دون شهادة ذكاء، من دون الهالة المؤسسية. و أنه من المستحيل إجراء دراسة علمية عنه. أن تجد شخصياً ذكياً، عاقلاً ورشيداً، ليس أمراً مرتبطاً بالشهادة.


نسيان الإدراك وعدم الشغف بالشأن اليومي، وتصديق بالسياسة، وشراء ثياب جميلة ومتابعة الأحداث الرياضية، والحلم بآخر طراز من السيارات، ومشاهدة الأخبار التلفزيونية، والتجرد على كره الأشياء... لم أقدّر هذه الأمور حق قدرها، نتيجة اهتمامي بكل شيء، وعدم شغفي بأي شيء.


لطالما بدت لي النزعة اللا إجتماعية الأمر الأكثر طبيعاً في العالم، بل إنه لأمرٌ طيب أن يكون للمرء مشاكل مع المجتمع. لا أريد أن أكون مندمجاً تماماً، و لكنني أيضاً لا أريد أن أكون منعزلاً.


عندما يراجع المرءُ طبيباً، يضطر للتخلي عن أي سيادة على ذاته: إذ لا يعود يملك نفسه ويسلم جسده والله الوظيفي لسارة علم الامراض. إنّ هذا تشابه بين الزينة الرخيصة لأي عيادة طبية وبين لغز صومعة عرافةٍ أو ناسكٍ لأمرٌ مدهش. إن عقلاً نقدياً خبيثاً يمكنه أن يقارن بين هذين الإخراجين : وسط رائحة المواد الطبية ورائحة البخور فقط، نجد النية ذاتها و التأثير ذاته على نفسية المريض.


السعادة هي، لفترة ما، قدرة على تجاهل معاناة الأخرين، راحةً للحياة وللعقل. شيءٌ من اللامبالاة!


بالنسبة لأنطوان، كان واضحاً أن الغباء يكمن في طريقة صنع الأشياء أو النظر إليها أكثر مما يكمن في الأشياء بذاتها. في الوقت ذاته، كان امتلاك الأحكام المسبقة غباءً.


ببساطة فعل ما يمليه عليه ضميره؛ كان سلوكه في الحياة ثمرة أفكارٍ أخلاقية، أكثر منها قناعات سياسية.


حينما يكتشف المرء أنه من النادرين الذين يراعون المبادئ الأخلاقية في العلاقات الإنسانية، قد يكون من المغري الاستغراق في اللا أخلاقية، ليس بدافع اليقين أو المتعة، و إنما ببساطة لئلا يعود ويتألم، إذ ليس هناك من ألم أشد من أن يكون المرء ملاكاً في الجحيم، في حين يكون الإبليس في كل مكان من بيته.


بطريقة مدهشة، يشبه الناس سياراتهم. بعضهم لديه حياة بلا خيارات، تسير بطريف مستقيم، غير مسرعة، تتعطل و غالباً ما تحتاج إلى إصلاح؛ إنها حياة مترهلة، غير متينة، لا تحمي ركّابها في حالة تعرضها لحادث. حيوات أخرى تملك كل الخيارات الممكنة: المال الحب الجمال الصحة الصداقة النجاح.



لماذا لا يحق لنا أن ننتقد ونعتبر الناس مغفلين و معتوهين، بذريعة أننا سنبدو مغتاظين و غيورين؟ 



الرواية بالنسبة لي كانت جيدة في بدايتها كنت ارى بعض الحكم حول الغباء و الجهل و انه في بعض الاحيان يجعل الانسان يشعر بالسعادة و يعيش حياته برضا ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زاوية للكتابة